اليمن يهزم السعودية فهل تتدخل أميركا
د.نسيب حطيط
بعد حوالي عشرين شهرا عجزت السعودية وحلفائها العلنيين والسريين من حسم حرب اليمن وعصفت مغامرتها بالداخل والمستقبل السعودي ولم تنجز في اليمن أي انتصار ملموس سوى تدمير البنى التحتية والإرث الحضاري وقتل المدنيين وآخرهم مجزرة صالة العزاء التي تبشر بقرب نهاية الحرب وكذلك نهاية العائلة المالكة المتهاوية والفاشلة في كل معاركها التي أشعلتها في العالم العربي ولم تنجز سوى القتل والخراب .
تحصي أميركا خسائرها الميدانية نتيجة الفشل السعودي وحلفاؤه في العالم العربي وتحصي أيضا ما ربحته من مليارت الدولارات بصفقات السلاح وبدل الإستشارات وكذلك من تخفيض أسعار النفط ،لكنها وصلت الى مرحلة مفصلية وستحاول قلب الصورة لتنفيذ معادلة جديدة تقوم على مصادرة المال السعودي عبر قانون "جاستا" او على الأقل تجميده والتصرف بها الى أجل غير مسمى بالتزامن مع إنهاء المرحلة "السلمانية" في المملكة وصناعة نظام حكم ملكي جديد لإقامة الدولة السعودية الرابعة وإن اقتضى الحال الدولة السعودية الخامسة تقوم على العلاقة المباشرة والعلنية مع العدو الإسرائيلي كما هو الحال مع مصر والأردن وبعض دول الخليج وفك القيود الدينية والإجتماعية عن الشعب السعودي للإنسجام مع إمارات الخليج التي تتبنى الإنفتاح .
بعد مجزرة صنعاء والصمود الإستثنائي للجيش اليمني واللجان الشعبية على المستوى العسكري والصمود الشعبي على مستوى الرأي العام وبعدما تحسست أميركا قدرة انصار الله وحلفاؤه من إمكانية إغلاق باب المندب بالنار او بالتواجد العسكري والتحكم بالملاحة الدولية ويعد فشل ادواته المتعددة سواء السعودية والإمارات او القاعدة و داعش و الأخوان و المرتزفة والأتباع من انصار عبد ربه منصور من الإنتصار وبعدما استنفذت كل ما يمكن من أدوات وقفازات ورأت ان اليمن سينجو من قبضتها ويعود الى أهله ،سارعت الى التحرش بأنصار الله (الحوثيون) و أتهمتهم بضرب بوارجها مع نفي انصار الله والجيش لذلك ،لكنها أعادت الكرة ثانية وذلك لتبرير التدخل في اليمن وإنزال قواتها تحت عنوان تحالف دولي جديد او قوات دولية وذلك للأسباب التالية :
- لا يمكن ان تتخلى أميركا عن مضيق باب المندب لأهميته الإستراتيجية والإقتصادية وتركه بيد محور المقاومة وروسيا وهو أحد المضائق الإستراتيجية الأربعة.
- إن سيطرة الجيش وانصار الله على باب المندب يهدد الأمن الإسرائيلي ويسلبه نتائج وثمار معاهدات السلام مع مصر والأردن ويهدد مرفأ "إيلات" ومشاريعه المائية والتجارية ويطيح بنظرية الزعيم الإسرائيلي "بن غوريون" الذي أكد على وجوب السيطرة على البحر الأحمر للإنفتاح على إفريقيا والتملص من أي حصار يفرضه العرب ،.
- إن الجبهة اليمنية صارت بنظر الأميركيين والصهاينة إحدى جبهات المقاومة الإقليمية ضد إسرائيل وفق منظومة عولمة المقاومة والتوأمة بين المقاومة اللبنانية واليمنية وهذا ما ينهك إسرائيل ويخفف الضغط عن جبهة جنوب لبنان في أي حرب قادمة وإلزام العدو الإسرائيلي تشتيت قواته والقتال على جبهات متعددة( لبنان –الجولان –اليمن) ،مما يعوض إنكفاء المقاومة الفلسطينية عن القتال في غزة او الضفة .
- المحاولة الأميركية للحد من حالة التصحر التي أصابت النفوذ الأميركي في المنطقة والكسب الروسي المتزايد والمتسارع على مستوى الإقليم والمشهد الدولي الذي استفاد من صمود محور المقاومة بعد اكثر من خمس سنوات والتي تردد في بداياتها من تقديم الدعم بسبب الخوف بالإضافة للعامل النفسي الذي تحكم بالروس بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي بعدم القدرة على المنافسة مع أميركا.
لكن السؤال ...هل تستطيع أميركا التدخل الآن في مرحلة تقطيع الوقت في الانتخابات الرئاسية ؟
هل يستطيع الرئيس أوباما إلزام الرئيس الجديد بحرب خارج الحدود وتحميله مسؤولية إدارتها .
هل تحتمل أميركا غزوا" جديدا سيكون فاشلا حتما بسبب الصمود اليمني والإتكال على الله سبحانه ؟
الظاهر أن الأميركيين وبنصيحة بريطانية سيتجهون لفرض وقف إطلاق نار في اليمن لإعادة ترتيب الصفوف وإلتقاط الأنفاس وتسلم الرئيس الأميركي الجديد للحكم باللإإضافة لإثارة الفتن الداخلية في اليمن مع بعض الإغتيلات والعودة للإستعانة بالقاعدة زداعش ومن ثم الإنقضاض ثانية على اليمن لإحتلاله ..لكن هل سينجحون ؟
أعتقد ان النصر سيكون حليف اليمنيين الشرفاء والهزيمة للغزاة بإذن الله سبحانه.